أبواب الأمل… وحكاية غياب منذ 2006
ما زال الإحساس يراوده في كل صباح ومساء أن الباب سيُطرق فجأة، وأن والده سيدخل بابتسامته المعتادة، كما كان يفعل قبل أن تغيّبه الأيام منذ عام 2006. حسن ظنه بالله لا يتزعزع، وإيمانه أن يعود سالمًا يمدّه بالقوة للاستمرار في حياته.
ذكريات قرية وبساطة زمن
كان في الحادية والثلاثين من عمره حين فُقد والده. منذ ذلك اليوم تغيّرت حياته بالكامل. تتذكر أن يومي الخميس والجمعة كانا الأجمل، لأن والده كان يأتي من بغداد إلى القرية محمّلًا بالفواكه والشوكولاتة، أشياء لم تكن متوفرة آنذاك في القرية. تلك اللحظات كانت عيدًا صغيرًا متجددًا، تتلألأ فيه أعين الأبناء بالفرح.
موائد السحور التي جمعت القلوب
من أجمل الذكريات التي تحفر في قلبها، تلك الساعات التي كان يجتمع فيها جميع أفراد العائلة على السحور في رمضان. كان والدها يحرص أن يتناول السحور معهم مهما كانت الظروف، حتى إذا كان البيت ممتلئًا بالضيوف في الديوان.
أب حاضـر بالروح
يقول: “كل ما أمر بأزمة، أتذكر والدي وأقول لو كان موجودًا لوجد حلًا لهذا الأمر”. غيابه ترك فراغًا لا يُملأ، لكنه ما زالت يشعر بروحه تحيط بها، وكأنها تستمد منه الحكمة والصبر في أصعب الأوقات.
رمضان الفقد
اليوم الذي فقدوه فيه كان في رمضان، خرج صباحًا وانقطع الاتصال معه منذ ذلك الوقت. ومنذ ذلك اليوم، تغيّر طعم الأعياد. بينما يذهب الناس في العيد لزيارة قبور آبائهم، يتجنب هو دخول المقبرة، فلا قبر لوالده يمكن أن يزوره، فيكتفي بزيارة قبر جده وعمه.
الأمل… نافذة لا تُغلق
رغم مرور السنين، يبقى الأمل هو رفيقه الدائم. ينتظر أن يدق الباب يومًا ما، ويعود الأب الذي كان محور حياته، يحمل معه دفء الماضي وطمأنينة الحاضر. قصته ليست مجرد حكاية غياب، بل شهادة على أن قوة الروح وحسن الظن بالله يمكن أن يبقيا الأمل حيًا، مهما طال زمن الفقد.
