مشروع ميثاق تنظيم العلاقة بين الصحفيين و القوات الأمنية
تضمنت أعمال المشروع إقامة عدد من الجلسات جمعت بين صانعي القرار في وزارة الداخلية و عدد من الصحفيين المعروفين و شكلت هذه اللقاءات محاولة أولى لفتح باب الحوار بين الصحفيين و ممثلي القوات الأمنية و كانت النقاشات في بداياتها حامية و لم تكن تخلو من تبادل الاتهامات بسبب القيود التي تفرضها السلطات على حرية القيام بالتغطية الصحفية و كذلك قلة الخبرة في كيفية تعامل رجل الأمن في الشارع مع الصحفي لغياب الرؤية حول ماهو مسموح و ماهو ممنوع خاصة في ظرف صعب يعيشه العراق تحديات الهجمات الإرهابية و التهديدات الأمنية و من جانب آخر تبين لنا بأن عدد كبير من الصحفيين يختلط لديه الأمر خاصة لدى قيامه بتغطية التظاهرات حيث يزدوج الدور لديه ليكون متظاهرا و يقوم بالتغطية الصحفية في نفس الوقت .
صيغ التفاهم
و لعل الأحداث التي شهدتها مظاهرات عام 2011 و تعرض عدد من الصحفيين للاعتقال و التعذيب كان حافزا لضرورة العمل على إيجاد صيغة للتفاهم بين الطرفين القوات الأمنية من جهة و الصحفيين من جهة أخرى.
لقاءات واستطلاعات
شمل المشروع بالإضافة إلى عقد الجلسات القيام باستطلاع مصور من خلال توثيق لقاءات مع عدد من الصحفيين ممن تعرضوا للانتهاكات من قبل القوات الأمنية أثناء التغطية الصحفية كما تم توثيق استطلاع مصور لعدد من أفراد القوات الأمنية ممن هم على احتكاك مباشر مع المواطن في الشارع.
تفاعل إيجابي
لاحظنا من خلال العمل في المشروع تفاعلا إيجابيا من قبل صانعي القرار في وزارة الداخلية و تعاونا كبيرا و أستضافتهم لبعض الجلسات في مقر وزارة الداخلية و كانت لديهم نيات جدية في ضرورة و حاجة أفراد القوات الأمنية في الشارع إلى زيادة معرفة في كيفية التعامل مع الصحفي الميداني.

أسباب غياب الثقة
شمل العمل أيضا القيام بجمع أستبيان بمشاركة 208 صحفي يمثلون عددا من المؤسسات الإعلامية و ظهر من خلال نتائج الاستبيان بأن أغلب الصحفيين أجمعوا على إن غياب المحاسبة لرجال الأمن المتسببين للانتهاكات يعد أحد أهم الأسباب التي أدت إلى غياب الثقة بين الطرفين بالإضافة إلى وجود إجماع على غياب الثقافة القانونية لكل طرف لمعرفة حقوقه و مسؤولياته.
المؤتمر
تكللت سلسلة اللقاءات و الحوارات بعقد مؤتمر موسع رعته هيأة الأعلام و الاتصالات وحضره رئيس لجنة الثقافة و الأعلام في البرلمان العراقي و عدد من النواب و عدد من القادة الأمنيين و ممثلون عن مفوضية حقوق الإنسان بالإضافة إلى ممثلين عن وسائل الأعلام وانتهت أعمال المؤتمر بتوقيع مذكرة تفاهم بين الصحفيين والقوات الأمنية.