برج بابل: تراث عراقي محمول على الدراجات الهوائية
على دراجات هوائية، يجوب فريقنا شوارع بغداد، بمشاركة شبان وشابات من مختلف الأعمار، حاملين رسالة عنوانها الحياة، الحرية، وحماية تراثنا الحضاري. ومن أبرز مبادراتنا مهرجان برج بابل للدراجات الهوائية، الذي شهد في دورته الأولى مشاركة واسعة لأكثر من 250 مشاركًا ومشاركة، بينهم فتيات تحدين الصور النمطية السائدة، وحوّلوا شوارع العاصمة إلى مساحة تعبير حر ورسالة أمل.
في مؤسسة برج بابل نؤمن أن حماية التراث والحفاظ على الهوية الثقافية جزء لا يتجزأ من رسالتنا في دعم الإعلام الحر وتعزيز الوعي المجتمعي. وانطلاقًا من هذا الإيمان، قمنا منذ عام 2017 بتنظيم فعاليات ومبادرات ثقافية واجتماعية لاقت صدى واسعًا داخل العراق وخارجه.
وقد أثمرت هذه الجهود عن خطوات ملموسة، مثل تحرك وزارة الثقافة لترميم بعض المواقع الأثرية بعد نشر صور أضرارها، وكذلك عن تفاعل دولي حيث أبدت جهات دبلوماسية اهتمامًا بمبادراتنا، ما فتح الباب أمام فرص للتعاون والدعم.
إلى جانب أنشطتنا التراثية والثقافية، تواصل المؤسسة عملها في الدفاع عن حرية التعبير وحماية الصحفيين، من خلال الندوات والدورات التدريبية وحملات المدافعة القانونية، بالتنسيق مع البرلمان العراقي والجهات المعنية، إضافة إلى بناء شبكة من المتطوعين من حقوقيين ومحامين وصحفيين يكرسون جهدهم للدفاع عن الحقوق الأساسية.

لم تتوقف الجهود عند المهرجانات، بل أطلقنا أيضًا مبادرة “برج بابل لحماية التراث” التي أصبحت نشاطًا أسبوعيًا؛ إذ ينطلق متطوعونا كل يوم جمعة في جولات على مواقع بغداد التراثية، يوثقونها بالصور، ويشاركونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليكونوا عينًا مفتوحة على الإهمال والتجاوزات التي تهدد هذه المواقع، وضغطًا إيجابيًا على الجهات المعنية للاهتمام بها وصونها.
إن مؤسسة برج بابل، رغم محدودية كوادرها الدائمة، تفخر بمجتمعها الواسع من المتطوعين والداعمين، الذين يساهمون في إعداد وتنفيذ الأنشطة التطوعية والثقافية والإعلامية. نؤمن أن كل جهد نبذله هو خطوة على طريق بناء مجتمع أكثر وعيًا، وأكثر ارتباطًا بجذوره الثقافية والحضارية.