vlcsnap 2025 08 12 11h45m06s573
|

رسالة من زمن الحرب… انتظار لم ينقطع منذ 1988

في ذاكرة عائلة عراقية، ما زالت كلمات مكتوبة بخط اليد قبل أكثر من ثلاثة عقود تنبض بالحياة. رسالة قصيرة بعثها جندي إلى عائلته عام 1988، في خضم الحرب العراقية – الإيرانية، يطمئن فيها والديه وزوجته وبناته الثلاث، ويختمها بجملة مؤثرة: “الفرج قريب إن شاء الله تعالى”.

آخر رسالة… وبداية الغياب

يقول شقيق المفقود إن هذه كانت آخر رسالة وصلتهم من أخيه، الذي كان حينها أبًا لثلاث بنات: رنا، رشا، ومنتهى، وكانت رنا الكبرى تبلغ من العمر أربع سنوات فقط. ومع غياب الأب عن البيت، كانت العائلة تحاول إخفاء قسوة الحقيقة عن الطفلات، فتخبرهن: “أبوكم مسافر”.

ملامح إنسانية خلف الجندي

لم يكن الجندي المفقود مجرد رقم في سجل الحرب، بل كان إنسانًا يحب الحياة والفن. كان يستمع إلى الأغاني الريفية، وخاصة أغاني حضيري أبو عزيز، وكذلك ألوان الطرب البصري مثل الخشابة. هذه التفاصيل الصغيرة ظلت محفورة في ذاكرة من عرفوه، تذكّرهم بأن وراء كل جندي قصة وحياة.

ثلاثة عقود من الانتظار

يروي شقيقه أن أصدقاءه كثيرًا ما يسألون عنها، ويذكرون أيامهم معه، ويتساءلون إن كان قد وصل أي خبر عنه بعد كل هذه السنوات. ورغم مرور الزمن، ما زال الأمل يسكن قلبه، يقول: “بالرغم من كبر العمر والسنين اللي جاي تروح، أتوقع بأي لحظة يدق الباب ويقول: يابا أنا جيت”.

وجع ممتد عبر الأجيال

هذه الحكاية ليست حالة فردية، بل جزء من جرح جماعي تركته الحروب في العراق، حيث ما زالت آلاف العائلات تبحث عن مصير أحبائها المفقودين منذ عقود. وبينما تتغير الوجوه والأجيال، يبقى الانتظار والأمل القاسم المشترك بين جميع هؤلاء.

موضوعات ذات صلة