vlcsnap 2025 08 12 13h02m16s154
|

أم سيف… حكاية غياب وفقدان في سامراء

في بيت صغير في سامراء، تعيش أم سيف على ذكرى غائب لم يعد. سنوات العمر تمضي وهي ما زالت تشعر أن فراغه يحيط بكل تفاصيل حياتها. تقول بحسرة: “غيابك ترك فراغًا كبيرًا بالبيت… ما متى يرجع؟”، كلمات تختصر رحلة انتظار لا نهاية لها.

لم تكن حياتها سهلة قبل الفقد، لكن ما جاء بعده كان أشد قسوة. فقد اضطرت إلى النزوح، وحملت ما تبقى من متاعها وانتقلت إلى منطقة الزجاجي، تبحث عن مأوى وأمان. ومع انقطاع سبل العيش، عملت كسائقة تاكسي لتؤمن قوت يومها.

تستعيد تفاصيل اليوم الأخير الذي رأته فيه، حين خرج وقت المغرب ولم يعد، وحين حاولت الاتصال به ليلًا، جاءها الرد البارد: “رقم الهاتف المطلوب مغلق”. منذ تلك اللحظة، تغير كل شيء.

رغم مرور السنوات، ما زالت تحتفظ بأغراضه وملابسه، تراها تذكرة حية بوجوده، وتستمد منها بعض العزاء في أيام الوحدة. وأكثر ما يؤلم قلبها حين ترى أطفال زوجها من زوجته الثانية، والتي تركتهم والدتهم بعد اختفائه، فتكفلت هي برعايتهم. أصبحت لهم الأم التي بقيت، تحنو عليهم وتسد فراغ غياب الأب والأم معًا.

قصة أم سيف ليست مجرد سرد لمعاناة شخصية، بل هي جزء من حكاية أكبر عن النساء اللواتي وجدن أنفسهن على خطوط المواجهة مع الفقد القسري والنزوح والفقر، وواصلن الصمود رغم كل الجراح. إنها شهادة على أن القوة أحيانًا ليست خيارًا، بل قدر تفرضه الحياة.

موضوعات ذات صلة